فاز فيلم "طفيلي" للمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون-هو مساء السبت بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي 2019 في دورته 72.
وقال بونغ جون-هو، وهو أول سينمائي كوري جنوبي ينال المكافأة الكبرى في هذا المهرجان: "شكرا جزيلا. هذا شرف عظيم لي، لطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لي، أشكر هنري جورج كلوزو وكلود شابرول".
واختير فيلم "بارازايت" (طفيلي) للكوري الجنوبي بونغ جون-هو من ضمن 21 عملا سينمائيا شارك في المسابقة، غالبيتها لمخرجين عالميين كبار.
ويتحدث الفيلم عن الفوارق الاجتماعية في كوريا الجنوبية من خلال معالجة ظروف أسرتين، الأولى غنية والثانية فقيرة. ونال الفيلم إعجاب جمهور كان، الذي صفق طويلا له بعد انتهاء عرضه في المهرجان. وقاست الصحافة الفرنسية هذا الإعجاب بذلك، حيث من عادتها أن تخبر مدى تجاوب الجمهور مع الأفلام المعروضة من عمليات التصفيق.
ويجسد الفيلم قصة عائلة من العاطلين عن العمل وعلى رأسها الوالد كي - تايك (يجسد دوره سونغ كانغ-هو أبرز الممثلين في أفلام بونغ جونغ-هو)، يعيشون في شقة قاتمة وبائسة تحت الأرض بين الصراصير والقوارض. وتتحسن حياة هذه العائلة المكونة من زوجين وولديهما عندما يحصل الابن كي-وو على عمل كمدرس لغة إنكليزية لفتاة في عائلة برجوازية.
وإن كان الفيلم يدخل في خانة الأفلام الاجتماعية التي عرف بها عادة المخرج البريطاني كين لوتش، الذي شارك في المهرجان بـ"’آسف، اشتقنا إليك"، إلا أن عمل المخرج الكوري الجنوبي كان متميزا، برأي عدد من النقاد، حيث مزج في عمله السينمائي بين ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، كما أنه كشف للجمهور الجزء الاجتماعي غير المرئي في المجتمع الكوري الجنوبي.
وعادت الجائزة الخاصة للمهرجان إلى المخرج الفلسطيني إليا سليمان عن فيلمه "لا بد أن تكون هي الجنة"، وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية. وينظر إلى هذا العمل كلوحة تجريدية، سافر عبرها جمهور كان في هواجس وقلق الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. وفضل فيه بطل الفيلم، وهو المخرج نفسه، الصمت، ليفسح المجال للمشاهد للنبش في خياله لعله يجد أجوبة لتساؤلاته.
وتعتبر الجائزة تتويجا لمسيرة سينمائية متميزة لإليا سليمان، ومن خلاله تكريم السينما العربية أيضا، التي كانت حاضرة في مسابقات أخرى من المهرجان، إلا أنها خرجت منه خاوية الوفاض. وتعود آخر مشاركة للمخرج الفلسطيني في مهرجان كان إلى 2002 بفيلمه "اليد الإلهية"، الذي مكنه من نيل جائزة لجنة التحكيم.
كما فاز فيلم (أتلانتيكس) الذي يتناول حياة المهاجرين للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب بالجائزة الكبرى في المهرجان. وكان هذا أول فيلم طويل على الإطلاق للمخرجة ديوب وقد اعتمد على فيلم وثائقي لها في 2009.
كما فاز بجائزة أحسن ممثل وأحسن ممثلة الثنائي من هوليوود أنطونيو بانديراس وإيميلي بيكام. والأخيرة ممثلة أمريكية من أصل بريطاني.
د.ت